منتديات قضاء و قدر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الوسيلة

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الوسيلة Empty الوسيلة

مُساهمة من طرف العلم نور وسلاح الخميس يونيو 10, 2010 5:35 am

قال تعالى (( اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ))

- عندنا في الآية ثلاث محاور



1- في علاقة تقوى الله بإبتغاء الوسيلة وفيه مفادان

أ- أن من تقوى الله ابتغاء الوسيلة أي من لم يبتغي إلى الله الوسيلة فإنه لم يبتغي الله وبعبارة آخرى أنه لما كان تقوى الله هو امتثال اوامره واجتناب نواهيه وقد امر الله بإبتغاء الوسيلة دل ذلك على ان ابتغاء الوسيلة امتثال لأمره فتم البيان على ان الابتغاء اتقاء

ب- ان في ابتغاء الوسيلة حالة من الحذر وتقوى الله في عدم استخدامها في مراد الله وهذا الحذر والاتقاء يتم من خلال مايلي:

* ان لاتتوسل بمن لم يجعله الله وسيلة إليه كما ان الاستشفاع لابد ان يكون بإذنه تعالى فكذلك التوسل ولهذا جعلت الآية الكريمة من توسل واستشفع الى الله عن طريق الاصنام مشركين وكافرين وذلك لإتخاذهم من لم يأذن الله له ان يكون وسيلة



* في اعتقاد كون الوسيلة ليست استقلالية بمعنى وجوب اعتقاد كون الشفيع والواسطة والوسيلة لاحول ولاقوة الا بالله والى هذا تشير كلمة (( من دون الله ))



· في اعتقاد كون الوسيلة فاعليتها ليست على نحو الجزئية بمعنى انه ليس الشفيع او الوسيلة او الواسطة او السبب شريكاً في تحقق الاثر ، وللتوضيح إليك هذا المثال (( عندما يرفع زيد وعمرو ثقلا معين كالسرير مثلاً فإن كلاً منهما مشارك في تحقق الرفع فهل الوسيلة الوسيلة مشاركة مع الله في تحقق الاثر ؟

- بالطبع لا وإلى وبهذا يتضح لماذا نجد في الآيات (( من دون الله )) وفي بعضها (( مع الله )) كقوله تعالى (( ولا تدعو مع الله أحدا )) وقوله (( الذين يدعون من دونه اولياء ))



2- في كون الوسيلة الى الله وليس الى تحقق الحوائج

وهنا نُبين قسمان من الوسيلة :

الوسيلة الطبيعية فمثلاً ( عندما يريد المريض ان يتعالج فإنه يذهب الى الطبيب والطبيب يصف له الدواء فالطبيب وسيلة لمعرفة الدواء والدواء وسيلة لتحقق الاثر وهو العلاج



ومثلاً ( عندما يريد شخص ان يكتب موضوعاً فإن القلم وسيلة لتحقق الكتابة ) فلا يعقل ان يطلب شخص من الله ان تتحقق الكتابة من دون قلم وإن كان الله قادراً على ذلك ) وكذلك بالنسبة للعلاج فلا يتحقق العلاج إلا بالدواء

وكذلك لمن اراد الدفئ والاحتماء من البرد فإنه من غير المقبول ان يطلب من الله حصول الدفئ وعدم التبلل من المطر من دون مدفئة او لحاف او ظل وهذة الوسائل الطبيعية وجدانية يتفاعل معها المسلم والكافر على حدٍ سواء اللهم ان الكافر ينسب هذه الاسباب الى ذواتها واما المؤمن فإنه ينسب هذه الاسباب الى المسبب الحقيقي الحق وهو الله ، وهذا القسم من الوسيلة غير مراد مافي الاية لان الوسيلة اليه تعالى يعني ان الابتغاء للوسيلة ليست لتحقق هذه الاثار الطبيعية وإنما لتحقق التقرب من الله والوصول اليه سبحانه وهذا هو القسم الثاني من الوسيلة أي الطريق والسبيل والسبب الموصل الى الله وحيث ان الله منزه عن المادة وعن القرب المكاني والزماني فيكون هذا القرب قربٌ في معرفة الله وقربٌ في التخلق بأسماء الله وصفاته



3- في حقيقة الوسيلة

لما عرفنا ان المراد من ابتغاء الوسيلة هو الطريق الموصل الى الله والامر المُقرِب الى الله بقي ان نعرف ماهي الوسيلة المُقرِبة الى الله ، وحيث ان من احسن التفاسير هو تفسير القرآن بالقرآن فإنه ثمة آيتين ستوضح هذه الحقيقة قوله تعالى (( وصلوات الرسول الا إنها قربة ))

فالآية الكريمة تٌصرح بكل وضوح بأن دعاء النبي التي صلواته علينا تقربنا الى الله وهذا يعني ان طلبنا من رسول الله ان يدعو لنا ويستغفر لنا فأن هذا الطلب والدعاء من الرسول وسيلة لحصول صلوات الرسول علينا ولهذا قال الله تعالى (( ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما )) فإن استغفار الرسول سبب لحصول التوبة ، والتوبة قربة

ولا يٌعقل ان يأتي احد لرسول لغير الاستفغار وإلا لما كان للطلب فائدة



الاية الثانية (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))

فإن الاية تًصرح بكل وضوح ان العمل الصالح ليس هو الصاعد الى الله مباشرة وإنما الذي يصعد هو خصوص الكلم الطيب ومن هنا نعرف بأن الوسيلة التي تصعد الى الله ليس المراد منها العمل الصالح كما يقول المخالف لمنهج اهل البيت عليهم السلام ، وهنا ينبغي ان نعرف مامعنى الكلم الطيب ؟

ومن خلال قوله تعالى (( وصلوات الرسول الا انها قربة)) نعرف ان الصلوات داخله ضمن الكلم الطيب الذي يصعد الى الله ولكن كما يقول المحققون في التفسير بان المراد من الكلم الطيب هو الاعتقاد وذلك ان العمل الصالح دوره هو رفع الكلم الطيب أي يرفع من الاعتقاد ويزيد في إيمان الشخص ، وفي المقابل إذا ضعُف العمل وأرتُكِبت المعاصي فإنه سيكون ذلك سبباً في ضعف العقيدة وتسافلها بعد صعودها ، ولذا نجد المولى سبحانه قبل الامر بالعمل الصالح يأمر بالإيمان وقبل ان يصف العامل بالعمل الصالح يصفه بالإيمان

(( أن الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات )) فجعل الإيمان قبل العمل الصالح وهذا يعني ان العمل لاتكون له قيمة اذا لم يكن عن عقيدة ومن هنا نقول ماهي الوسيلة التي من خلالها نعرف الإيمان التام الذي يريده المولى سبحانه، وبعبارة اخرى ان الكلم الطيب الصاعد الى الله هو الذي يكون وسيلة وليس العمل الصالح



- ولكن قد يكون العمل الصالح وسيلة بمعنى اخر يعني يكون وسيلة بالغير وليس كالكلم الطيب فان الكلم الطيب وسيلة بالذات ومن هنا نتسائل انه اذا كان الايمان والعقيدة لاتتم من دون معرفة الله ، فانه متى مازادت المعرفة فالايمان والعقيدة تزداد ، ومت ماضعفت المعرفة فالايمان والعقيدة يضعفان بل وهل العقيدة والايمان الا المعرفة الراسخة في القلب ولذا تقول الاية (( إلا من اتى الله بقلب سليم ))

فالذي يصعد الى الله ويأتي الى الله لابد من سلامة القلب الذي هو سلامة العقيدة وحيث انه لايوجد اسلم من قلب رسول الله فهو كله سلامة ونقاء وصفاء وطهارة) فهو اعظم انسان اتى الله ووصل اليه وقرُب منه حيث وصل الى المقام المحمود مقام (( غاب قوسين او ادنى)) ومن كان كذلك فهو اقرب الخلق الى الله واحب الخلق الى الله فكان هو الوسيلة الى الله اذ كيف نتقرب الي الله بشيء هو اقل منزلة وابعد قُرباً من الله فهل من العقل والعقلائية ان يتوسل الانسان بالمفضول ويترك الفاضل ، فمثلاً من اراد ان يتوسل الى والده والولد يعلم ان امه هي احب واقرب الى ابيه من خاله فهل يتوسل الى ابيه بخاله ويترك امه التي هي احب واقرب الى ابيه .



ومن هنا جاء في الدعاء (( اللهم لو وجدت شفعاءأً اقرب اليم من محمد وال محمد لجعلتهم شفعائي )) فهل اعمالنا التي لاتُقبل ولاتصح إلا بمودتهم يمكن ان تكون وسيلة من دون محمد وال محمد فإن العمل إذا كان لايصح ولا يُقبل الا من دونهم فهو ليس وسيلة بالذات واما هم ومودتهم وسيلة بالذات فدل ذلك على انهم الكلم الطيب بوجهٍ يُفهم مما ذكرناه .

العلم نور وسلاح
عضو جديد
عضو جديد

تاريخ التسجيل : 03/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوسيلة Empty رد: الوسيلة

مُساهمة من طرف ابن تيماويه الخميس يونيو 10, 2010 6:28 pm

بسمه تعالى شأنه


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



سيدي العزيز ( العلم نور وسلاح )


هكذا أنت وكما عودتنا بمواضيعك الشيقة والعقائدية والعلمية الراقية التي تفتح أفق الإنسان وتجعله على بصيرة في دينه وكما يقول مضمون الحديث الشريف ( أكثركم إيمانا أكثركم معرفة )

مولاي الجليل /

أنت ممن حباه الله بالعلم والعمل الصالح ، فلا تبخل علينا بمواضيع جديدة تجعل من الإنسان يتعرف على منظومته الفكرية والعقائدية والمعرفية


موضوع جميل ومفيد وراقي وجذاب ومهم لدفع الشبهات التي تنهال علينا من أعداء المذهب سواء من خارج أو داخل لدين


سلمت أناملك وما سطرت
ابن تيماويه
ابن تيماويه
المراقب العام
المراقب العام

تاريخ التسجيل : 01/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوسيلة Empty رد: الوسيلة

مُساهمة من طرف غريب الدار الإثنين أغسطس 09, 2010 3:58 pm

نور الله قلبك بنور الايمان وجعلك الله منيرا بنور اهل البيت عليهم السلام
بارك الله فيك اخي العلم نور وسلاح وجعل الله خالص هذه الاعمال في حسناتك
غريب الدار
غريب الدار
عضو شرف

تاريخ التسجيل : 01/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى