القضاء والقدر -5

-الاشكال المطروح هو انه كيف ينسجم الايمان بالقضاء والقدر العيني مع اختيار وإرادة الانسان، وقلنا ان المحور الرئيسي للاشكال هو كيفية التوفيق بين اختيارية الانسان وبين شمولية فعل الانسان للقضاء والقدر الالهي ومن هنا افترقت المذاهب
الاشاعرة وجدوا بأن يحفظوا جانب الحق سبحانه وتعالى على حساب الانسان فأنكروا إرادة واختيار الانسان وجاءوا للايات القرآنية وفسروها بما يتناسب مع مذهبهم كقوله تعالى ((وماتشاؤون الا ان يشاء الله ))وقوله تعالى ((مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ))
وقالوا ان هذا كله يدل على قضاء الله وقدره وكأن الانسان ليس له دور ودخل ومن هنا سُموا بالمجبرة بل حتى روايات اهل البيت عليهم السلام ان المجبرة نسبوا الى الله القبائح يعني اي فعل قبيح يقوم به الانسان إنما هو فعل الله والانسان مجبور على فعله

المعتزلة كرد فعل قالوا -لا -بل ان الانسان المختار وان الله ليس له دخل إطلاقا ومن هنا عزلوا الله عن سلطانه فلم يستطيعوا ان يوفقوا بين فعل الانسان وكل واحد من الفرقتين ضحى بشيئ فالاشاعرة ضحوا بالانسان لاجل الله ، والمعتزلة ضحوا بالله من اجل الانسان ولم يجدوا طريق منير يوضح هذه الاشكالية
إذن اساس الاشكال هو كيفية التوفيق بين فعل الله وفعل الانسان

يأتي بعون الله كيفية التوفيق لاحقا